من كان يخطر على باله يوماً .. أن يثور الشعب المصري على حاكمه ..
 ويطالب بـ رحيله ..
لا أحد أبداً .. بل ربما ..لو قال لنا أحداً ذلك  لسخرنا منه وضحكنا كثيرا ..
.
.
لكن ذلك حدث بـ الفعل .. بعد ثورة تونس المباركة .. حدثت الثورة المصرية العظيمة ..
وانتصرت فعلاً .. انتصرت بـ تنحي رئيسها الذي لم يكن يظن يوماً
 أن يتركـ كرسيه بـ هذه الطريقة ..
.
.
هكذا الانسان دوماً يغتر بـ قوته وماله وصحته .. ويظن أنه قد ملك الدنيا ..
 وأنه لن يقدر عليه أحد ..
ولا يدري بـ أن الدنيا يومٌ لكـ ويومٌ عليكـ ..
وأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يُهمل ..
..
ألف مبروك للشعب المصري العظيم .. ومن قبله للشعب التونسي الباسل ..
ومبروكـ لنا جميعاً ..

عند عودتي من الإمارات وعندما كنت في الطائرة ..
قمت بإرجاع عقارب الساعة ساعة للوراء ..
وذلك لـ تعديل فارق التوقيت بيينا وبينهم ..

كم كان شعوراً رهيباً...
ولكم تمنيت أنه لو كان باستطاعتي أن أعيد الزمن للوراء..

فأصحح الكثير من خياراتي ..
وأستفيد من كل وقتٍ أضعته بلا فائدة ..
ولكي أستبدل تلك اللحظات التي عشتها مابين هم واكتئاب ..
بـ لحظات كلها أمل وابتسامة وفرح ..
...
كي أقضي وقتاً أطول مع كل من أحببتهم وأحبوني ..
وأبعدتنا الآن مشاغل الحياة ..

كي لا أقضي ثانية واحدة من حياتي في البقاء...
 مع أي شخص سبب لي ألماً وجرحاً ..
مع أي شخص قلل يوماً من أهميتي ووجودي..
مع أي شخص قابل إحساني له بالإساءة ..
مع أي شخص لم يكن يستحق مني أي اهتمام ..

لكي ولكي ولكي .....

لكن الزمن لايرجع للوراء.. واليوم الذي يذهب يذهب وإلى الأبد
وكل لحظاتنا تصبح مجرد ذكريات ..
تحلق في سماء دنيانا ..

فمادامت هذه هي الحقيقة ..فلماذا نتمنى دائما أن يعود الزمن ?!
لماذا لا نفكر أكثر قبل أن نقرر شيئا يتعلق بـحياتنا ومستقبلنا ?!
 لماذا لا نفكر أكثر ..قبل أن نتحدث .. قبل أن نجازف.. ?!

لماذا لانسرع بتدارك أخطائنا قبل أن يتقادم الزمن عليها فيصبح من الصعب تصحيحها ؟!

لماذا لانقضي وقتا أطول مع والدينا وأهلنا وأحبائنا ؟!
ونختصر قدر المستطاع تلك الأوقات التي تضطرنا أن نجتمع بـ من يضايقنا ?!..

لماذا لانبدأ من اليوم بتغيير أنفسنا وإعادة حساباتنا في العديد من أمور حياتنا ?!
و نترك التأجيل والتسويف ؟!

فما دمنا أحياء .فـ مازال الوقت  متسعاً أمامنا للتغيير ..
 و لم يفت الآوان بعد ..